الشهيد العظيم القديس هيروطا الجندي
كان القديس هيروطا من أهل سمسطا
( حاليا مدينة بنفس الاسم تابعة لمحافظة بني سويف),
في زمان الاضطهاد الذي أثاره الامبراطور دقلديانوس
. كان هذا القديس يتقي الله منذ صباه .
وفكّر مرة وهو راقد علي فراشه في زوال العالم الحاضر . واشتهي أن يُسفك دمه علي اسم الرب يسوع المسيح . فظهر له رئيس الملائكة ميخائيل و أعطاه السلام , قائلا له : " لا تخف فإن ربنا يسوع المسيح قد أعد لك إكليلاً و عرشا مجيداً في ملكوت السموات " . ووعده رئيس الملائكة بأنه سيكون معه في موضع التعذيب , فلا تقوي العذابات علي جسده . فقام القديس الأنبا هيروطا وخرج من المدينة وصلَي ,
وتوجه إلي مجلس الوالي صارخاً بشجاعة : " أنا مسيحي " .
فسأله الوالي عن بلده و اسمه و عشيرته
, فأجابه قائلا : " أنا من سمسطا , من إقليم البهنسا ,
وكنت منذ حداثتي جندياً في خدمة الملك " فقال له لوكيانوس الوالي
: " هل أنت مستعد أن تضحي للإلهين أبُلَو و أرطاميس ؟! فإن فعلت جعلتك مقدماً علي سائر الأجناد و أعطيك مالاً كثيراً ". فأجابه قائلاً : " مكتوب في الأسفار المقدسة : ويل للرجل الذي يتكل علي الإنسان , وطوبي للرجل الذي علي الرب مُتكله ( ارميا 17:5 | مزمور 40 : 4 ) .
أنا لن أضحّي للأوثان النجسة لأن الله هو رجائي " .
فغضب الوالي و أمر عساكره بجلده وتعذيبه
. فضربوه بقضبان حديدية و عصيان من أشجار شائكة حتي سال دمه علي الأرض كالماء . وللوقت نزل رئيس الملائكة من السماء وشفاه من جراحاته فعاد سليماً . ولما رأي الناس الآية العظيمة آمنوا بالمسيح واستشهدوا علي اسمه . وكان عددهم خمسمائة رجل .
ولما تعب الوالي من تعذيبه أمر الجند فقطعوا رأسه بحد السيف
, فنال إكليل الشهادة في ملكوت السموات
في اليوم الخامس والعشرين من شهر بشنس . وبعد سبعة شهور جاء أناس من عشيرته . وحملوا جسده إلي مدينة سمسطا , ووضعوه في كنيسة بنوها له . وحدثت منه عجائب ومعجزات شفاء لمرضي كثيرين .
بركة صلاته وشفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا أمين .
دفنار اليوم الخامس والعشرون من شهر بشنس المبارك شهادة القديس هيروطا من بشمسطا
طرح بلحن آدم.
التفسير: بالحقيقة يا أخوتنا. كثيرون راموا أن ينطقوا بالكرامة العظيمة. التي للمجاهد القوي المحارب جيدًا. القديس هيروطا الطاهر. قد شاع اسمك في المسكونة كلها. مثل أبائنا الرسل. رفضت العالم الباطل. واعترفت بالمسيح يسوع. شفيت المرضي وأخرجت الشياطين. من أجل نعمة الله الدائمة معك طوباك أنت أيها الشهيد المختار، المجاهد علي العبادة والتقوي. فلهذا أعطاك المسيح نعمة الروح القدس البارقليط وأضاء وجهك بشعاع الروح القدس، الذي يضيء فيك. فمن عظم فرحك بالمسيح. أسلمت جسدك للعذاب ومن أجل هذا توجك المسيح بالإكليل غير المضمحل في ملكوته. في الخامس والعشرين من شهر بشنس. لبست إكليل الشهادة العظيم. بصلوات هذا الشهيد يا رب أنعم لنا بغفران خطايانا.
طرح بلحن واطس.
التفسير : تذكارك المكرم أفرح نفوسنا. أيها الشهيد القديس الطاهر أبا هيروطا بالحقيقة أنك لمستحق أن تمجد في السموات وعلي الأرض. أيها القديس. ابا هيروطا. السلام لك يا أبا هيروطا جندي المسيح. السلام لك أيها المجاهد والمحارب جيدًا. السلام لك أيها المقاتل المرهوب علي اسم يسوع المسيح إلهنا الحقيقي. طولاك بالحقيقة أيها القديس الغالب في الجهاد. والكوكب المنير. طوباك بالحقيقة يا شهيد المسيح. القديس أبا هيروطا، لأن المسيح يفرح معك. أبا هيروطا هواسمك، قربان الله الطاهر، لأنك اسلمت نفسك وجسدك ذبيحة للرب الإله، اسلمت جسدك للنار، ولعذاب متعب أمام الملوك من أجل المسيح ولم تنكره. يسوع المسيح ابن الله عن يمينك يخلصك ويمنحك القوة، حتى أكملت جهادك، إذ كان يعزي نفسك بأورشليم السمائية. نطلب باجتهاد أيها الشهيد هيروطا ان تطلب من الرب عنا. ليصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا.
المصادر و المراجع التي اقتبست سيرة الشهيد :
1- تاريخ ابو المكارم | تاريخ الكنائس والاديرة – الجزء الثاني – ورقة 90 ظهر
2- سيرة البابا كيرلس الثاني في القرن الحادي عشر لموهوب بن منصور .
3- كتاب الخطط المقريزية | الجزء الثاني صفحة 517 | تاريخ كنائس الصعيد
4- كتاب السنكسار الاثيوبي تحت يوم 25 جنبوت
(Budge, BSEC,Vol 3 , pp. 930-932 )
5- دفنار الكنيسة القبطية الارثوذكسية | يوم 25 بشنس