التى استخدمها البشيرون في الاناجيل وهى الكلمة التي كانت تصرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو في الطريق إلى أورشليم. ويسمى أيضاً بأحد السعف وعيد الزيتونة لأن الجموع التي لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وع وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح.
ومن طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الاناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها في رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل في أرجاء المسكونة، ومن طقس الصلاة في هذا العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التي تستخدم في هذا اليوم وعيد الصليب، وهى بذلك تبتهج بهذا العيد كقول زكريا النبى:
"ابتهجى يا ابنة صهيون...
اهتفى يا ابنة أورشليم...
هوذا ملكك يأتى إليك ...
وهو عادل ومنصور...
وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان" (زك 9: 9، 10)
إنه يوم عيد سيدي، نحتفل فيه بألحان الفرح، قبل أن ندخل في ألحان البصخة الحزينة. وفيه استقبل اليهود المسيح ملكاً على أورشليم، ويخلصهم من حكم الرومان، ولكنه رفض هذا المُلك الأرضي. لأن مملكته روحية...
المسيح رفض أن يملك على أورشليم، ولكنه يفرح أن يملك على قلبك...
قلبك عند الله، هو أعظم من أورشليم . إنه هيكل للروح القدس ومسكن للّه. فكّر كثيراً هل الله يملك عليك كلك: قلبك وفكرك وحواسك وجسدك ووقتك...؟
قل له تعال يا رب واملك. هوذا أنا لك... المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت
إن كانت مملكتك يا رب ليست من هذا العالم. فتعالَ. عندى لك مملكة تناسبك، تسند فيها رأسك وتستريح. لعلك تجد راحتك فى قلبى. وإن وجدت فيه عصاة أو متمردين عليك... تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك (مز 44).
لا تنشغل بالسعف في هذا اليوم، بل انشغل باستقبال المسيح في قلبك ملكاً عليه، فأنت تحتاج أن يملك الربِ عليك، لكي يدبر أهل بيتك حسنا.
فى يوم أحد الشعانين دخل السيد المسيح إلى أورشليم كملك. ولم تواجهه في ذلك مشكلة من الرومان، لم يكن ينافس قيصر... إنما قامت المشكلة من الداخل، من داخل شعبه، من زعماء اليهود، إذ حدث خلاف بينهم في معنى الملك.
قبل المسيح أن يدخل أورشليم كملك، إذ ملكوته قد اقترب. نعم اقترب اليوم الذي يقضى فيه على مملكة الشيطان، ويدوس بموته على الموت الذي أدخلته الخطية إلى العالم، فيؤسس مُلكا خاصا. ولكن اختلف فهم اليهود معه في معنى المُلك.
هو يريد ملكاً روحياً. وهم يريدون ملكاً دنيوياً.
إنه يريد أن يؤسس مملكهً ليست من هذا العالم، مملكة روحية تُبنى على الحب، يملك فيها الله لا الانسان. ولكنهم كانوا يريدون مملكة كإحدى ممالك العالم، تبنى على السلطة، يكون رئيسها من نوع شمشون أو جدعون، أو يكون قائداً كيشوع. يريدون مظهراً خارجياً أساسه القوة والجيش. أما ملك الله عليهم فلم يفكروا فيه...
لقد هتفوا "أوصنا يا أبن داود". وكلمة أوصنا أو هوشعنا، معناها خلصنا... ولكنهم طلبوا منه الخلاص كإبن لداود، كوريث لعرشه وتاجه، وليس كإبن لله...
هو أراد أن يخلصهم من خطاياهم، فاسمه يسوع أى مُخلِّص (متى 1: 2). أما هم فما كانوا يريدون إلا خلاصاً من حكم الرومان.
لقد أراد أن يخلصهم من عبودية الشيطان والخطية والعالم، وهى عبودية أصعب بكثير من عبودية الرومان. لأن العبودية لقيصر قاصرة على غربة هذا العالم. بينما العبودية للشيطان تضيع أبدية الانسان كلها...
كان المسيح يريد القلب، واليهود يريدون العرش.
هو يريد أن يحررهم من الخطية. أما هم فلا يشغلهم إلا التحرر من الحكم الأجنبي. وما كان يخطر لهم على بال ذلك الفهم الروحي الذي يقصده بعبارة "إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو 8: 36).
كان لابد إذن من اصطدام بين فكره وفكرهم...
عندما دخل إلى أورشليم كملك، فرح به البسطاء. المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت
بيما تضايق منه الكهنة والشيوخ والكتبة والفريسيون.
عامة الشعب فرحوا به، لأنه كان متواضعاً لا يتعالى عليهم، وهوذا قد أتاهم وديعأ راكباً على جحش ابن آتان (زك 9: 9). إرتجت المدينة كلها للقائه (متى 21: 10). وبسبب المعجزات التي أجراها آمن به كثيرون (12: 10). ويقول معلمنا لوقا الانجيلى إن الشعب كله كان متعلقاً به يسمع منه (لو 19: 48).. هتف الكل له. وفرشوا ثيابهم في الطريق، واستقبلوه بكل ترحيب...
أما الرؤساء فنظرتهم إليه لم تتجرد من الذات.
وهذه الذاتية أتعبت قلوبهم، وقادت كل تصرفاكم، وأدت بهم إلى الحقد والمؤامرة والجريمة، الأمر الذي ما كان يتفق مع كهنوتهم، ولا مع علمهم، ومثالياتهم...
لقد أزعجهم ترحيب الشعب به، وتملكتهم الغيرة فحسدوه، وانتقدوا صياح التلاميذ وهتاف الأطفال... وقالوا "هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يو 12: 19).
عجباً. وأي ضرر في أن يسير العالم وراءه؟!
أليس هذا الذي اشتهاه يوحنا العمدان من قبل، أن تكون العروس للعريس... وهو ينظر من بعيد ويفرح (يو 3: 29). ولكن هؤلاء الرؤساء والمعلمين لم يكونوا من نوع يوحنا العمدانء بل لم يستطيعوا أن يقولوا إن معمودية يوحنا من السماء. وعندما سألهم السيد المسيح عن ذلك، قالوا لا نعرف. وكانوا يعرفون...
الذاتية قادتهم إلى محبة الاستحواذ على الجماهير.
قادتهم الذاتية إلى الباطل، إلى الكذب، وإلى محبة الظهور. وأسلمت داخلهم إلى ذهن مرفوض. فنظروا إلى المسيح كمنافس وكرهوه!
ولما دخل المسيح إلى أورشليم كملك، لم يرحبوا به، ورفضوا أن يملك عليهم (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وهتفوا فما بعد "ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15). بينما كانوا ينتظرون مجىء المسيا الذي يخلصهم من حكم قيصر حسب مفهومهم!! حقاً ما أسهل أن تقود محبة الذات إلى النفاق، وإلى تملق الرؤساء، إن كان لك تحقيق للذات، حسبما يوهم الفهم المنحرف...
أما رفض هؤلاء للمسيح، فلم يضره بل أضرهم.
لقد أساءوا إلى أنفسهم وليس إليه. كان السيد الرب يؤسس الملكوت الذى حرموا أنفسهم منه. وكان يبنى الكنيسة، ويدبر قضية الخلاص. أما هؤلاء الكهنة والشيوخ والمعلمون، فكانوا منشغلين بسلبياتهم: يدبرون المؤامرات، ويشجعون الخونة، ويبحثون عن شهود كذبة، ويفكرون في قتل المسيح، ويعملون على إثارة الشعب ضده. ويشعرون بملء السعادة إن ساعدهم الشيطان على تحقيق رغباتهم الاَثمة...
ومعارضات هؤلاء الكهنة ومؤامراتهم، لم تمنع ملكوت المسيح.
وهذا الملك الوديع الذي دخل إلى أورشليم راكباً على جحش. هذا الذي رفض أن يملك على أورشليم مفضلاً أن يملك على خشبة، والذى أسس ملكه الروحي، والمسامير في يديه... إنتشر ملكه إلى أقصى الأرض على الرغم من كل المؤامرات...
وأنت، ما هي تأملاتك في يوم أحد الشعانين؟
فى اليوم الذي نودي فيه بالمسيح ملكاً على أورشليم...
قل له تعال يا رب واملك. ليأت ملكوتك في قلبى، وفى قلوب جميع الناس. ليأت ملكوتك على كل الشعوب وفى كل البلاد. لتعرف في الأرض،. وفى جميع الأمم خلاصك (مز 66).
إبعد يا رب عني كل ما يعرقل ملكوتك داخلى. إبعد عنى الذاتية التي منعت ملكوتك عن رؤساء كهنة اليهود. وابعد عنى الحرفية التي أبعدت الفريسيين عن ملكوتك. وابعد عنى الحسد والغيرة التي بسببها ابتعد الكتبة والشيوخ والرؤساء...
أطلب من الرب أن يملك قلبك. إنما لا تغلقه أنت.
قل له: "مستعدٌ قلبى يا رب مستعد قلبى (مز 56). وافتح قلبك لكل تأثير روحي، واقبل عمل الله فيك. ولا تطفىء الروح. ولا تتجاهل صوت الله فى داخلك...
الأستقبال الروحى لأحد الشعانين
يدخل المسيح في هذا العيد ملكا ليملك ، ومخلصا ليخلصنا، يريد أن يطهر قلوبنا ويسكن فيها.
اليوم يسير في موكبه بين أحبائه الأبرار القديسين. فمن هم الذين فرشوا ثيابهم في الطريق سوى الذين هم على مثال الشهداء الذين بذلوا أجسادهم وحياتهم من أجله .
زمن هم الذين زينوا الطريق أمام الرب بأغصان الشجر وسعف النخل سوى القديسين الذين أضاءت فضائلهم بمحبته.
ومن هم الذين أعطوه الجحش ليجلس عليه كعرش يحمل الملك سوى الذين يقدمون كل يوم حياتهم ورغباتهم ليملك عليها .
ومن هم الذين دخل الرب هيكلهم سوى الذين يقدمون اليوم قلوبهم طاهرة ليسكن فيها. لنصعد في هذا العيد مع الرب في موكبه الظافر وسط الرسل والتلاميذ الأطهار والأطفال الأبرار حاملين سعف النخل وأغصان الزيتون. نقرش قلوبنا إلى أورشليم السمائية مدينة الملك العظيم حيث مجد الله وهيكله الحى السمائى فنشترك مع قديسيه وملائكته وهم أمام العرش يخدمونه نهاراً وليلاً في هيكله المقدس والجالس على العرش يحل فوقهم (رؤ 7: 15).
طقس أحد الشعانين
تدور جميع قراءات هذا اليوم حول عيد الشعانين، وتتعلق بمراحل خدمة هذا اليوم وهى صلوات عيد الشعانين، ويليها مباشرة بعد قداس العيد صلاة التجنيز والتى تقام بعد توزيع الأسرار مباشرة. فمزمور عشية الشعانين (مز 117: 25 ، 26) وفيه تقول كلماته: " رتبوا عيداً في الواصلين إلى قرون المذبح " وذلك المزمور يشير إلى دخول السيد المسيح قرية بيت عنيا والتى أقيم فيها عشاء له، كما يشير إلى دخول المسيح أورشليم لتسليم ذاته.
أما انجيل العشية (يو 12: 1-11) ويقص حادثة زيارة المخلص لبيت عنيا ونبؤته عن الأمه وتكفينه، إذ أن الاحداث قد صارت قريبة جداً من هذا اليوم .
وقى مزمور باكر (مز 67: 19، 23) اعلان بركة الله بخلاصه وفدائه " مبارك الرب الاله. مبارك الرب يوماً فيوما" لأن في هذا العيد قد اقترب يوم الصلب . وانجيل باكر زيارة المسيح إلى بيت زكا وفى قوله اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً ابن ابراهيم هو اعلان خلاصه المزمع أن يتممه في دخوله إلى أورشليم (لو 19: 1 – 10) ومزمور الانجيل (مز 80: 3، 1، 2)، (مز 64: 1،2)
تشير النبوات فيها إلى خروج الجموع لاستقبال المسيح وتسابيحهم له في هذا اليوم المجيد فتذكر " ابتهجوا بالله معيننا هللوا الإله يعقوب" "لك ينبغى التسبيح يا الله في صهيون".
وفى الرسائل المقدسة التي تقرأ في هذا اليوم إشارة إلى هذا العيد عن أورشليم لاتمام الفداء فيبين القديس بولس في رسالته (عب 9: 11 – 28) أن المسيح وقد جاء رئيس كهنة الخيرات العتيدة، قد دخل مرة واحدة إلى الأقداس .. بدم نفسه.. فوجد فداء أبدياً.
أما الكاثوليكون فيبدأ القديس بطرس رسالته عن ألام المسيح المزمع أن يتممها " فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد" (1 بط 4: 1- 11).
وفى قراءات الابركسيس (اع 28: 11 – 31) اعلان ملكوت لله للعام، ففى هذا اليوم يدخل الملك إلى مدينته ليدعوا أبناء مملكته لذلك يذكر أعمال الرسل أن " جميع الذين كانوا يدخلون إلى بولس الرسول كان يكرز لهم بملكوت الله ".
وفى الاناجيل الأربعة (مت 21: 1-17)، (مر11: 1-11)، (لو 19: 29-48)، (يو 12: 12 – 19) قصة هذا العيد في تفاصيل أحداثها الجميلة، فتكتمل الصورة الرائعة لهذا الحدث المجيد.
أما في أحد الشعانين فلا يعطى التسريح للشعب ويغلق ستر الهيكل لتبدأ صلاة التجنيز العام.