في عصرنا هذا، عصر الإنحطاط الرّوحي، وحدها أمثلة الرّجال والنّساء البطولية قادرة على إشعال الحماس لعيش عيشة إلهية بحسب الوصايا المقدسة. لذلك، من الأساسيّ المحافظة على صورتهم الّتي تُظهر حياتهم المرضية لله وتنشر رسالتهم الّتي تضيء ببساطةِ المسيح وتأتي إلى أيامنا الحاضرة محفوظة في الوعي الكنسي الأرثوذكسي. لقد عكسوا قداسته وأرضوه انسجاماً مع وصيته: "كونوا قديسين كما أنا قدوس" (تثنية 44:11). لقد جعلهم أصدقاءه وأنعم عليهم بقوة لا يلاشيها موتهم الأرضي. إنّ قديسي الله المعلَنين وغير المعلَنين هم أحياء فيه، ويلعبون دوراً في حياتنا نحن الذين ما زلنا على الأرض، عندما نتذكرهم ونتضرع إليهم.
دعونا نتباشر سريعاً نحو مُقدَسي الله لنكون أصدقاءهم فنجد ٱتصالاً حياً بهم، خاصةً عندما نتذكرهم في صلواتنا ونلتمس صلواتهم، فينيروننا عندما يرون التماسنا ويوجهون حياتنا بعيداً عن هذا العالم الغارق في الشر. ليكن للعالم أبطاله العميان، الّذين يضمحلّ مجدهم الّذي لا يستطيع أن يمنح شيئاً يبقى للإنسانية. حتى في هذه الأزمنة الأخيرة، نحن لدينا أبطالنا الذين يتلألأون بمجد لا يزول ويقودون أرواحنا إلى الفردوس. (الراهب سيرافيم).
"وقال لي تكفيك نعمتي، قوتي في الضعف تكمل"(2 كو 29:1).
ما يلي قد رواه الأسقف استفانوس (نيكيتين):
في الثلاثينيات سُجنتُ في أحد المعتَقَلات، وكنت حينها طبيباً. وفي المعتَقَل عُهِدت إلي مسؤولية العيادة. كان معظم السّجناء في حالة خطيرة مما حطّم قلبي، وقد أعفيت العديد منهم من العمل لإعطائهم على الأقل بعض الراحة، أمّا مَن هم أكثر ضعفاً فقد كنت أرسلهم إلى المستشفى.
في أحد الأيام، عندما كنت أعاني المرض، قالت لي الممرضة التي تعمل معي، وهي أيضاً سجينة في المعتَقَل: "دكتور، لقد علمتُ أنّ إنذاراً أعطي لك. أنت متهم بإفراطك في التساهل مع السجناء، وأنت مهدد بإطالة مدة اعتقالك 15 سنة". كانت الممرضة واسعة الإطلاع وتعلم ما يجرى في المعتقل، لذا